السبت، 16 أبريل 2016

يوم القراءة في الخرطوم - الفعالية الخامسة



كنت صغيراً أحبو فوق شطوط الشعر واللغة، وكان الفيتوري يعلمني أنا وكثيرين من رفاقي معنى الثورة والحرية والأمل، كانت دواوينه المبكرة «أغاني إفريقيا» و«عاشق من إفريقيا» و«اذكريني يا إفريقيا» بمثابة الرحم لتشكل طفولتنا الشعرية والثورية معاً. وأذكر أنني كنت حين أقرأ هذه الدواوين، كنت أتصبب عرقاً، وكنت أحبس نفسي بين جدران الغرفة، حتى يمكنني القراءة بصوت عال، وكنت أستمتع بصدى الصوت ورنين الكلمات، وهو يرتد إليّ، وينزلق فوق صدري وكأنه رذاذ شفيف، وعناقيد ضوء تناثر للتو من بطن سحابة حبلى، هذه الحالة الفريدة من القراءة تمتع بها الفيتوري وحده في ذاكرتي الشعرية، ولم يزاحمه فيها سواه من الشعراء: «يا أخي في الشرق، في كل سكن/ يا أخي في الأرض، في كل وطن/ أنا أدعوك.. فهل تعرفني؟ / يا أخا أعرفه.. رغم المحن / إنني مزقت أكفان الدجى / إنني هدمت جدران الوهن/ لم أعد مقبرة تحكي البلى/ لم أعد ساقية تبكي الدمن / لم أعد عبد قيودي / لم أعد عبد ماض هرم عبد وثن / أنا حي خالد رغم الردى / أنا حر رغم قضبان الزمن / فاستمع لي.. استمع لي/ إنما أذن الجيفة صماء الأذن».
لم تخفت أنشودة الفيتوري هذه رغم مرور السنين وتحولات مجرى الشعر والحياة، وما زلت أرجع إليها بين الحين والآخر، وأستعيدها في مرآة الطفولة، كدفقة حية من دفقات الشهوة الأولى وتفتح الخيال على نضج السؤال وحقائق العناصر والأشياء، وبراح الفكر والمعرفة، هذا ما خطه يراع الكاتب محمد القصاص من مصر.، كلسان حال الكثيرين الذين أروى ظمئهم وشكل وجدناهم الفيتوري.

لذا تأتي فعالية يوم القراءة في الخرطوم في دورتها الخامسة أهداءاً لروح الشاعر العظيم محمد مفتاح الفيتوري عرفاناً بما قدم، وتبادل الوفاء بوفاء والإحسان بإحسان.

يوم القراءة هو احد مشاريع مجموعة تعليم بلاحدود ، يهدف الى اعاده تشجيع القراءة وسط الشباب ، وجعلها قيمة متجذرة في المجتمع.

يأتي يوم القراءة في الخرطوم الفعالية الخامسة إمتداداً لأربع فعاليات إنطلقت بالخرطوم، كحدث سنوي يأتي في تاريخ 23 من أبريل من كل عام متزامن مع ( اليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف ) وكذلك (الاحتفال باليوم العالمي للكتاب) وهو اليوم الذي يصادف رحيل الشاعر وليم شكسبير والشاعر الإسباني ميغل سيرفنتس.

تعتبر هي الفعالية الأكبر للقراءة في السودان تأتي إحتفاءاً بالكتاب والقراء علي حد سواء بمختلف مدارسهم ومشاربهم، وإحياءاً لقيمة القراءة متشبسين بتلك المقولة المشهورة "القاهرة تكتب وبيروت تطبع والخرطوم تقرأ" فها هي تعود لتقرأ بوعى شبابها وخبرة شيوخها، لبناء أجيالاً جديدة أمتداداً لأؤلئك الذين أثرو الحياة المعرفية.

فعالية العام المنصرم كانت مهادة الي روح الأديب والناقد والمفكر معاوية محمد نور ( 1909 – 1941 ) أحد رواد الفكر والأدب السوداني.

نص جميل ممهور بتوقيع تعليم بلا حدود يحمل كلمات تعريفية بالفعالية الخامسة علي إيفينت الفيس بوك يقول :

يوم القراءة في الخرطوم – الفعالية رقم ( 5 ) تأتي بشكلها البسيط والأنيق، حلقات دائرية بسيطة وكتب وعشب وأصدقاء، هي ملتقى للقراء، نحن نؤمن بأن القراءة ليست من بين الممارسات الاستعراضية، ولا تحتاج إلى الأضواء، بل هي سلوك يومي أكبر من اي نشاط شكلي اخر، إلا أننا جميعاً في هذه الفترة نحتاج بشدة إلى هذا الملتقى، ليس لتقويم القارئ السوداني، بل لإشعال بعض الأسئلة في ذهنه وجعل القراءة تبدو أمراً ممتعاً، وليس امراً مملاً كما يعتقده البعض ، نريد أن نؤكد أن الكتاب سوف يظل خير جليس دوماُ وابداُ ، نريد ان لا يندهش أحد لأننا نقرأ.

وتأتي هذه الفعالية بالتزامن مع اليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف ، وسوف تكون فعالية يوم القراءة عبارة عن رسالة شكر وإمتنان لجميع الكتّاب لإسهاماتهم الفريدة التي قدموها للبشرية.

فعالية يوم القراءة لهذا العام تأتي إهداءاً لروح الشاعر الكبير محمد مفتاح الفيتوري، تم إختياره لما يمثله من علامة مميزة في خارطة الشعر في السودانوالعالم العربي وافريقيا.


ترقبوا مزيداً من التفاصيل في اللأيام القادمة

يوم القراءة في الخرطوم
شيل معاكـ كتابكـ ... وجيب معاكـ أصحابكـ _ الخميس 23 أبريل الساحة الخضراء بالخرطوم.

 صور من الفعالية الرابعة :
مجموعة الأدب السوداني

نقاشات عميقة وثرة

الكاتب عبدالغني كرم الله قصص وأحاديث عن القراءة
 مقالات ذات صلة :
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق