السبت، 31 يناير 2015

مهرجان السودان للسينما المستقلة الدورة الثانية ... أعاد السؤال القديم أين تسهر هذا المساء ؟


اختتم بالخرطوم مهرجان السودان للسينما المستقلة النسخة الثانية الذي أقيم في الفترة من 21 يناير الي 27 يناير 2014م، نظمته مؤسسة سودان فيلم فاكتوري بعد النسخة الأولى الناجحة التي نظموها مطلع العام السابق 2014م، بعد غياب دام أكثر من عشرون عاماً لعروض السينما في بلاد الراحل المخرج جادالله جبارة.

فالبنسبة لي ولأبناء جيلي لا نعرف كثيراً عن سينما كليزيوم التي أفتتحت بالخرطوم عام 1937م (سيمت علي جدتها العتيقة في روما) لا نعرف عنها سوى مبنى شاهق أثرى يعج بالصور القديمة، يقبع في وسط الخرطوم عند شارع القصر، ولا نعرف شيئاً عن السينما الوطنية ولا سينما بانت ولا سينما .... حتي سينما الولايات سينما الأبيض أو كادقلي أو مدني أو عطبرة أو  ..... سوى مباني كبيرة قديمة أثرية فارغة الآن، وبعض الأحاديث القديمة من الوالدين أو الأعمام أو روادها ومثقفين ذاك الزمن.

يحكى أن صحف الخرطوم اليومية في ثمانينيات وسبعينيات القرن الماضي كانت تحمل لقرأها عنواناً رئيسياً هو (أين تسهر هذا المساء ؟) هل كليزيوم أم بانت أم السينما الوطنية أم العرضة  أم .....  ؟ ثم تدرج لهم أسماء أكثر من عشرين عرضاً، وكان لكل سينما نكهة ومناخ، ومعمار مختلف.



أتذكر هنا قصيدة هاشم صديق عن زاك الزمان :



كانت الدنيا مضيئـة..وحديقة..
المسارح والجماهير والسواري
وترانيم الأماني ..الأغاني ..الرياضة..
والرهيب رجل الثواني ..
كانت السينما جميله وصديقه
سايكو في سينما (برمبل)
في كلوزيوم في المناظر أعلنوا (صوت الموسيقى(
يجهر المذياع بالشدو الجميل..وردي غنى المستحيل
الدراما..الكرامه..الصحـافه..الحصـافه...الثقــافه
القــيافه..الطــرافه...والأمــان.
من أعلن النعى على ذاك الزمــان ؟



حيث أن اول عرض للسينما في السودان كان عام 1910م، سودان فيلم فاكتوري تستدعي كل هذا التاريخ في رحلتها التي إنطلق قبل أربع سنوات أي بعد قرن من أول عرض في بلادي، لتبعث السينما في بلادي بعثاً جديداً عبر التدريب وإنتاج الأفلام الوثائقية والتجريبية والروائية القصيرة، حيث قامت بتدريب ما يزيد عن الـ 180 شاب/ة وإنتاج أكثر من 33 فلماً، وقدمت مشاركات في مهرجانات دولية وإقليمية عديدة.

أتي مهرجان السودان للسينما المستقلة هذا العام تحت رعاية وزير الثقافة الإتحادي الطيب حسن بدوى وعدد من الشركات المميزة والذكية ما بين سودان فيلم فاكتوري والمؤسسات الراعية، حيث عرضتت طلية فترة المهرجان (21 - 27) أكثر من 40 فيلماً (سودانية وإفريقية وعربية وأروبية) وتنوعت العروض مابين الروائية والتسجيلة والقصيرة، وكانت إيضاً ضمن فعاليات المهرجان العديد من ورش العمل المتخصصة في صناعة الأفلام وتاريخ السينما قدمها مختصون من سويسرا وإيطاليا والسودان.



حفل الإقتتاح كان بهياً أحتشد فيها المئات من الشباب ويذكر أن تذاكر الدخول إنتهت باكراً في أماكن توزيعها، وشرفه إيضاً عدداً من المسؤولين الحكوميون وسينمائيون، وكان عرض الافتتاح فيلم "الخرطوم" للمخرج السوداني جاد الله جبارة، وهو وثائقي مدته 25 دقيقة عن ملامح المدينة في سبعينيات القرن الماضي.

حفل الختام كان جميلاً كرمت فيه العديد من الشخصيات السينمائية وصناع الأفلام الذين لديهم إسهامات مقدرة في هذا الوطن، وكان عرض الختام بالفيلم الجزائري ـ الفلسطيني "عيون الحرامية" الذي أدّت بطولته الفنانة سعاد ماسي والمصري خالد أبو النجا الذي كان ضيف شرف الختام وألقى كلمة جميلة في حق المهرجان، وزين سماء الختام الموسيقار شرحبيل أحمد.



 إتخذ المهرجان من الحادى وعشرين من يناير من كل عام موعداً لإنطلاق فعاليته الحيوية، هو اليوم الذي غادر فيه المخرج حسين شريف هذه الفانية ومحجوب هو صاحب الأعمال الفنية المميزة، والإسهام النوعي في مسية الثقافة السودانية.

ومن أبرز أهداف مهرجان السودان للسينما المستقلة هو العمل علي تشجيع المواهب السينمائية وتوفير المنصة المناسبة لهم، والذي تسعي إدارة المهرجان علي لعب دور محوري في حفز الطاقات الإبداعية الشابة، حيث أكد السينمائي طلال عفيفي رئيس المهرجان في كتيب مهرجان السودان للسينما المستقلة: "هذا العام تقدم سودان فيلم فاكتوري الدورة الثانية من مهرجان السودان للسينما المستقلة، وهو المهرجان الذي نود له أن يكون إنطلاقة حقيقة للسينما السودانية ومنصة علاقات وثيقة مع الشعوب من خلال السينما والفنون المجاورة".

المهرجان أعاد السؤال القديم (أين تسهر هذا المساء ؟) في المركز الثقافي الفرنسي ؟ أم المجلس البريطاني ؟ أم الألماني ؟ أم قاعة دافنشي ؟ أم الساحة الخضراء ؟أم مركز دال للتميز؟، كانت كل هذه هي دور عرض فعاليات المهرجان .

تجربتي مع السينما بدأت في العام 2004م في سينما كادقلي حينما انتلقت عائليتي للعيش هناك في فترة مؤقته بسبب عمل والدي، كانت من أجمل ذكرياتي في هذه الحياة حيث كانت أول مرة لي أن أدخل عرضاً سينما، كان فليماً هندياً، كنا نسكن في حي الموظفين جوار السينما فكانت تمتد آثار العروض الي منازلنا المجاورة تمتد بالأصوات العالية والأضواء المختلفة بشتى الألوان التي تحيل الظلمة الدامسة بفضل الجبال الي نهاراً ليلي حتي نهاية العرض.




الثلاثاء، 6 يناير 2015

جائزة نوبل للآداب 2014 - باتريك موديانو !!



التدوينة الأولى لي هذا العام 2015م مع واحده من أفضل الجوائز والفعاليات الأنا بهتم بيها جداً وهي جائزة نوبل للآداب للعام 2014م حيث كانت فعالياتها في سبتمبر (ايلول) من العام المنصرم التي تمنحها الأكاديمية السويدية،  استقرت على الروائي الفرنسي باتريك موديانو، ليكون الفرنسي الخامس عشر الذي يكرَّم بهذه الجائزة.
وقالت الأكاديمية السويدية في بيان إن موديانو كُرِّم بفضل فن الذاكرة الذي عالج من خلاله المصائر الإنسانية الأكثر عصيانا على الفهم، وكشف عالم الاحتلال.    
حنتكلم عن الفائز بصورة مبسطه وحلوة كدة

يعد الفائز من أهم نجوم الرواية الغربية في القرن العشرين، هو كاتب لا يبتعد عن الواقع كثيراً، وبذلك هو كاتب ما بعد حداثي في كونه قادراً علي محاورة العالم والإنسان والواقع بالتخييل.
تخرج من جامعة كولمبيا حيثث تتلمذ هناك علي يد المفكر العربي الشهير إدوارد سعيد، له سيرة عطرة ومليئة بالغرائب وسرد حميمي رائع وشيق في كتابته.
 النقّاد احتاروا في تصنيف أعماله الروائية، فقد جاءت مزيجاً من روايات التحرّي البوليسية والروايات الوجودية مستفيدة من التراث الروائي العالمي الأوروبي ومن كلاسيكيات النثر العالمي، وفي الوقت نفسه هي منغمسة في الراهن السياسي العالمي، وتُقارِب متونه، وتطرح أسئلته.

يعتمد على وقوع الصّدفة في الأحداث، هذه الصّدفة هي ما يحرّك البَشر وواقعهم، ولعلّ هذه الفكرة المتجذّرة في أغلب ما كتب، تحتاج إلى دقّة في التعبير السّرديّ وإلى تمارين تأمّليّة تستغرق أشهراً وسنوات. فالكاتب يقول في أحد تصريحاته إنه يفكِّر في العمل الأدبي لمدّة سنوات، حتى تصبح الشخصيات جزءاً من حياته وهواجسه ولا وعيه، فلا تعود تفارقه عندما يشرع في كتابتها على الورق.
لقلم الرصاص معه قصّة ذَكَرها في «الدفتر الأحمر»: في طفولته كان يعشق البايسبول، ويحبّ لاعباً شهيراً آنذاك، وفجأة اعترضه في الشارع، فلم يصدِّق الطفل بول ماديانو، فهُرِع إليه يريد أوتوغرافاً، طلب منه اللاعب قلماً فلم يعثر في جيبه على أي شيء يكتب به، تركه اللاعب ومضى، فظلّ الطفل يبكي على الحظّ التعس. من يومها يحمل بول أوستر في جيبه قلم رصاص، وقلم حبر، ويقول : إن فسد قلم الحبر فسيكون قلم الرصاص موجوداً حتى لا أضيِّع على نفسي فرصة أخرى
ماديانو أديب من طراز رفيع، يمارسُ طقوسه في الكتاب بثبات وروتينيّة. ولعلّ هذه الروتينيّة، وهذا الاستقرار في الحياة في مثل هذه السّن، هما ما جعلا منه اليوم كاتباً عميقاً وغزيراً وجريئاً ومتنوّعاً، متعدّد الرؤى، يكتبُ من زوايا مختلفة تعكسُ نظراته المتعدِّدة إلى العالَم وإلى المحيط.
الفائز مواليد 1947م له العديد من الأعمال المترجمة للعربية.

في عام 2013، ذهبت الجائزة إلى الكاتب الكندي "أليس مونرو"، ووصفتها الاكاديمية السويدية، التي تختار الفائزين لجائزة نوبل للأدب، بأنه "سيد القصة القصيرة المعاصرة ".

جائزة نوبل للآداب هي رابع جوائز نوبل التي يتم منحها كل عام، والتي تشمل جوائز عن الإنجازات في مجالات العلوم والآداب والسلام، وقد منحت أول مرة عام 1901 وفقا لوصية مخترع الديناميت ألفريد نول