الثلاثاء، 19 أبريل 2016

أحاديث السفر الإسكندرية (1)


كان حظي جميلاً أن تكون جمهورية مصر العربية هي أولى محطاتي الخارجية وأن تكون القاهرة هي أولى العواصم التي تطأها قدماي ، وأن تكون الإسكندرية هي أول مكان مبيت لي خارج القطر السودان ، هي لحظات طالما اتنظرتها كثيراً واتمنيتها باكراً ، لكن أتت بعد أن جاوزت عشرين عاماً من حياتي متنقلاً بين القرى والمدن داخل وطني السودان ، أتى العام الثاني وعشرين من رحلة عمري يحمل في طياته أولى الرحلات الخارجية بالنسبة لي .



في صبيحة السادس عشر من شهر مارس للعام 2014م كعادتي اتصفح  ايميلي مبكراً كانت هناك رسالة قادمة من مصر تخبرني أنه تم إختياري للمشاركة في منتدى الإسكندرية للإعلام  والذي يحمل عنوان "الاعلام المجتمعي في الوطن العربي" والذي سيقام في أواخر شهر أبريل القادم ، وهي أحدى الفرص المتاحه عبر الإنترنت حيث أن هذا العالم الإفتراضي يوفر لك المعرفة والسياحة والأصدقاء الجيدين، غمرتني في هاتيك اللحظات نشوة من الفرح والسعاده وسرعان ما تحولت الي إستعدادت وتجهيز من الناحية الفكرية والمادية .


في نهار يوم الأحد السابع وعشرين من أبريل وعند الساعة الثانية عشر  تحديداً كانت قدماى تطأ طائرة مصر للطيران متجهاً نحو المقعد رقم 27 A  المتجهة نحو القاهرة، لم أكن خائفاً كحال الكثيرين في أولي سفراتهم علي متن الطائرات بل كنت متحمساً ومتشوقاً للطير في السماء ورؤية مدينة الخرطوم من أعلى كان هو أهم ما أفكر  به، كنت الأجواء صيفية والسماء زرقاء خالية، والمدينة تبدة واضحة الإ القليل من الغبار والأتربه الذي يعكر صفو النظر من أعلى، كانت دقائق معدودات حتى إنتظمت الطائرة في السماء فتوسدت على ظهر الكرسي وأخرجت كتابي رفيق الرحلة كحال أي رحلة من الرحل.


 وصلنا مطار القاهرة الدولي بعد رحلة استغرقت ساعتان ونصف ونحن في فضاءات السماء ، بعد أكملت إجراءاتي وحزمت حقيبتي – بالمناسبة كنت أكثر ما أخشاه هو أن أفقد حقيبتي في السفر - كان في انتظاري السائق المحدد الذي سيحملني الي الإسكندرية عبر الطريق الصحراوي الذي يربط القاهرة والإسكندرية، وكانت فرصة لي أن أتأمل القاهرة عابراً بها وليس مقيم ، استوقفتني مباني الجيش المتراصة جنباً الي جنب كحال طابور السير  ومتحف حرب أكتوبر  يقف شمخاً بين هذه المباني.
راودتني عدد من الإسئله في هاتيك اللحظات فسألت نفسي من هم الجيش ومن هم العسكر  ؟ وهل جيش الوطن يمكن أن  يكون خصماً على الوطن في لحظة من اللحظات ؟
وهل الجيش يحمى أم يحكم ؟

كان السائق هاشاً مبتسماً ظريفاً كحال الأخوة المصريين وبدأت الأسلئة منه ومني تشكل حال الرحلة (كحال أول لقاء بين أي غريبين)  وكان الإطراء حاضراً بيننا هو قال أن شعب مصر والسودان شعباً وحداً ووطنين وأنكم قاتلتم معنا في أكتوبر  وإننا وأنتم إخوات ، فقلت له أننا لدينا في تراثنا الأدبي قصدية تحمل عنوان أسيا وافريقيا يتغنى بها الرائع عبدالكريم الكابلي ونظم كلمتها الشاعر تاج السر الحسن والتي تقول مصر يا أخت بلادي ياشقيقة يا رياضاً عذبة النبت وريقة مصر يا أم جمال أم صابر ملء روحي أنت يا أخت بلادي ، وحديث السياسة كان حاضراً ما بيننا حيث السيسي والإخوان والثورة والتحرير ورابعة والإنتخابات ، وحال السودان وسد النهضة، كانت زحمة وسط المدينة (وسط البلد) حاضره فتتوقفت الليموزين بالدقائق الطوال، فأنا مهووس جداً بالإكتشاف فتارة أطالع ما كتب علي الجدران (وهو ما يدلل حال الثورة) وكذالك لوحات الإعلانات وأسماء المؤسسات، جذبتني البناءات المعمارية الضخمه ذات الطراز القديم التي خفف رهقي منزجمة السير حتي وصالنا الي الطريق السريع (الصحراوي) الذي يربط بين القاهرة الإسكندرية بعد ساعات قضيناها في بين زحمة الطرقات الداخلية في القاهرة، كانت رحلة ممتعة حتى وصلنا الي فندق  قراند رويال المطل على البحر الأبيض المتوسط.

هذه هي بداية الرحلة ، سأكتب ما تبقي عن مصر الثورة وعن فعاليات المنتدى والمشاركين والتنظيم الراقي وكذلك الإسكندرية ولياليها وبعض الأيام في القاهرة، ومالذي استفدته من هذه المشاركة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق